أميرة علي تكتب: بلا وجع قلب!!
أحد أكبر و أخطر أنواع المشاكل التي تواجهنا؛ قد تكون في الواقع نتاج خلافات و مواقف صغيرة و عابرة و لكننا سمحنا لها بالتراكم حتي تزاوجت و تكاثرت في داخلنا للحد الذي ملئ جعبتنا تماما، حينها تتخاذل مقدرتنا علي إخفاء تلك المشاعر أو تقديم المزيد من التنازلات. فنشرع في سلسلة من الإنفعالات و حالات الضيق و العصبية الغير مبررة و التدرج في الابتعاد عن شخص/أشخاص بعينها، و هو ما أحب أن أطلق عليه "شرارات" حتي تأتي لحظة المواجهة و الصدام المحتوم أي "الإنفجار" الكاسح الذي سيقضي علي الأخضر و اليابس و قد يصل إلي القضاء علينا شخصيا.
ففي حياتنا سيل من المواقف ( الكبير منها و الصغير)، التي تسببت في تهديد أو هدم بعض من علاقاتنا الإجتماعية ببعض الأشخاص بتدرج قربهم علي حد سواء فمنهم؛ آباء و أشقاء و أقارب و أصدقاء و معارف.
و رجوعا إلي أصول المشكلة نجد أننا في الواقع ساهمنا في تحولها و تضخمها السرطاني، سواء بتجاهل الموقف (نكبر دماغنا و نعدي) أو تقديم تنازلات؛ ظنا منا إن هذا هو الحل الأفضل لتهدئة الموقف و الحفاظ علي علاقتنا بهذا الشخص/هؤلاء الاشخاص. و لكن في الحقيقة هذه ليست بحلول بل ما هي إلا "مسكنات" نستخدمها كي لا نشعر باﻷلم. غير مدركين ان عدم شعورنا بالالم لا يعني الشفاء بل فقط هو نوع من الالهاء لنا في حين تمكن و انتشار المرض وصولا الي مرحلة عدم جدوي المسكنات أو حتي العلاج...
الكتمان لا يعني مرور الموقف بسلام أو ضمان استمرارية العلاقة، بل يجعلنا "نشيل" من بعضنا البعض. و مع تراكم " الشيل" و زيادة "وجع القلب" تأتي لحظة الإنهيار المدمر. عندها لن يهم من المخطأ و من المصيب لأن كل الاطراف إن لم تكن سببا في النزاع أو الخلاف الأصلي، فقد ساهم الجميع في تفشي سرطان " الشيل من بعض" للدرجة التي لن نتمكن فيها من غض البصر.
لذا فلا "تكتم" مشاعرك و لا تتنازل إلا عن إقتناع تام و بعض البوح و "التصافي" في لحظة حدوث الموقف، فلا تدع مجالا لانتشار ذلك السرطان أو الوصول إلي الانفجار، و الاهم....
بلا وجع قلب....
أميرة علي تكتب: بلا وجع قلب!!
Reviewed by Unknown
on
3:37 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: