إسحاق شهدي يكتب: فودافون .. قوتك فين ؟

من بين أكتر من 6 و نص مليون مُشاهد لـ إعلان فودافون السنادي  "قوتك في عيلتك" نادرًا ما تلاقي حد أخد باله إنه عن كارت جديد اسمه " كارت العيلة "

المنتج الجديد دا أخد حظ من الظهور في الإعلان كله كـ وقت حوالي 5 ثواني فقط لا غير

و الحقيقة ، صعب نقول أي نقد للفكرة دي .. لأن دا مبدأ شغل الـ marketing اللي ماشي في إعلانات كل الشركات المصرية الكبيرة خاصة في رمضان .. 

- أمّا اللي يستحق التوقف .. فـ هوّ وجه تشابه واضح جدا .. بين إعلان "قوتك في عيلتك " .. و الناس في عصرنا ! 

- عصرنا أصبح زي الإعلان بالظبط .. التركيز فيه بقي علي الجانب المُبهر في كل حاجة .. حتي لو علي حساب الجوهر نفسه 


الموضوع بيوصل أحيانا لدرجة من الهوس . الهوس بالصورة اللي علي انستجرام ، أكتر من متعة المشاركة الحقيقية بين الأصدقاء . الهوس بالـ Check in علي الفيس بوك ، أكتر من متعة الوجود في المكان و الإحساس بيه . الهوس بالتعبير بكلمتين عن الألم اللي بيتعرضله كل الناس اللي علي الأرض في facebook status ، أكتر من الفضفضة المُريحة مع صديق . 

مش بس العلاقات . الدين ، و ما أدراك ما يحدث في الدين . الكلام عن ربنا اللي هو من أجمل مواضيع الكلام أصبح فيه هوس بيه علي صفحات و في بوستات و صور متركبة ، في حين إنه ما أروع الكلام عن ربنا في بيت ربنا .. في دور العبادة . 

مش غلط إنه يكون فيه كلام عن ربنا علي الانترنت .. ولا غلط إن اللحظة الحلوة تتصور و نشارك بيها في مواقع كل العالم بيزورها يوميا . بس الغلط ، إن تبقي هي الأساس . الغلط ، إن تركيزنا يروح من علي الحاجة المهمة . إننا "نعيش ع النت " . إنك تشوف مكان لقوتك ، غير مكانه الطبيعي . العيلة و لمة الصحاب و مكان الشغل و قعدتك مع شيخ الجامع و طلبك لمشورته و أخدك لرأي اصحابك و زيارتك ليهم في بيوتهم ، مش مجرد بروفايلاتهم .