أميرة علي تكتب: نعم... انا اذهب الي الطبيب النفسي!!
هذه السطور ليست باعتراف - فالاعتراف عادة يكون للشئ الذي/يجب ان يكون مخفيا
مستورا و من حيث لا ندري اذ بنا نكرر البوح به- و لكن يمكن ان نعتبر غرض هذه
السطور، هو التشجيع و التنويه علي اهمية الصحة النفسية.
" النفس " هي المحرك الرئيسي؛ ليس فقط لتنمية الحياة الفردية بل لتنمية مجتمعات و
دول باكملها. دعونا نقر اننا مجتمع ينظر الي الطب النفسي بخلط شديد مع الطب
العقلي
و العصبي " وقع الناس في شرك مصطلحات فرضت عليهم ، او هم من كثرة ما
استخدموها صدقوها في غير معناها و اطارها و وظيفتها، فاختلطت لديهم (النفسية) ب
( العصبية) ب (المخ و الاعصاب)ب ( العقلية)...
و دعونا ايضا نقر باننا ننظر للمريض النفسي علي انه (مجنون)، كما ان مجرد التفكير
في زيارة الطبيب النفسي يعد - لدي غالبية العائلات- كارثة و ان تنازلوا و اقدموا علي
الكارثة تصبح (فضيحة) و تعامل معاملة اسرار الدولة العليا؛ يجب التكتم و التستر
عليها باي طريقة كانت.
من منا و خاصة الان شباب قبل الكبار لم يصرح بانه مكتئب، محبط، فاقد الامل، و ان
نفسه تتالم و تصرخ من كثرة اوجاعها المختلفة... و لكن في نفس ذات الوقت نخشي
كلام الناس و (بريستجنا). جميعنا- خاصة الشباب- كانت لدينا احلام هائلة لانفسنا و
لهذا الوطن و لكننا الان مكسورون مهزمون... و نعتقد بان احلامنا ماتت بل و دفنت.
قام بؤدها هذا المجتمع الذي يجب ان يتغير ( هذه العبارة صحيحة بنسبة 99%) و لكن
يظل الواحد بالمئة يخبرنا حقيقتين؛ اولا ان احلامنا لم تمت و يمكن انعاشها من ذلك
الثبات، ثانيا ان المجتمع إن فكك فهو عبارة عن افراد ( نفوس و اجساد متفرقة) و نحن
نعد من ضمن تلك الاعداد الفردية التي تشكل ذلك المجتمع.
لست بباحثة دينية او ممن انعم الله عليهم بالتوغل في فهم او شرح القران، و لكن
اسمحوا لي بان اخبركم بتفسيري البسيط و البداءي ( الذي يحتمل الصواب و الخطا)
لهذه الاية الكريمة " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم"... اي ان اصلاح
نفس الفرد هي سبيل اصلاح المجتمع و البلد بل و العالم اجمع. اصلاح النفس لا يتاتي
فقط بترك الصفات السيئة و السلبية كالكذب و السرقة...الخ ( و التي قد تنطوي تحت
الاضطربات الشخصية) و لكن ايضا بتقبل و تصالح الذات و تنقيتها من اوجاعها
النفسية التي تثقلها و تنتج اضطرباتها التي قد تبدا من العصبية.
فالنبدأ بترميم و اصلاح نفوسنا من اوجاعها المتراكمة علنا نصل الي مستوي الرقي و
النجاح و الارتياح المنشود... بالطبع هناك من لا يحتاج الي طبيب نفسي و لكن
كثيريين في امس الحاجة الي ( الفضفضة العلاجية) التي هي احدي طرق العلاج و
الارشاد النفسي- و بالمناسبة فهي تختلف عن (فضفضة) الصحاب من حيث تلقي
الطبيب لما تقول و ايضا من حيث استيعابه و تناوله للامور في سياقها الارشادي
الصحيح...
(رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) لذا انا لا اخجل من التصريح بانني كنت و مازلت
بحاجة الي الطبيب النفسي الذي لولا لجؤي اليه ما كنت لاسطر تلك السطور...
لذا فهذا المقال مهدي الي ( نيبال احمد) امي، التي ساندتني و احترمت رغبتي و
احتياجي الي طبيب نفسي ومهدي الي د/ ه.م، الذي اكرر لولاه ما كنت لاسطر تلك
السطورادعوا لي و لكم ان نصل الي الراحة النفسية التي ننشدها بل نحتاجها...
** من كتاب " وجع المصريين"، الباب الخامس " الصحة النفسية"، " الصحة النفسية
ما بين الجنون و الانتحار"، ص 227 ، لدكتور " خليل فاضل" طبيب و كاتب و
باحث نفسي
أميرة علي تكتب: نعم... انا اذهب الي الطبيب النفسي!!
Reviewed by Unknown
on
3:49 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: