ندى البرادعي تكتب: عامل النظافة ... أشرف من مهنة سيادتك
قد يفهم العنوان بطريقة خاطئة، وقد يفهم على
النحو الصحيح، ولكن على الصعيدين أنا اعني كل كلمة وردت به، وأسمح لي قبل أي شئ أن
اقتبس من تصريح سيادتك يا "وزير العدل"، مع أني أشك!
حيث انك قلت "إن ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيًا، لأن القاضي لا بد أن
يكون قد نشأ في وسط مناسب لهذا العمل"، معنى
جملتك هذه بخلاف بالطبع اعترافك الصريح بأنك عنصري وطبقي، وتلك ليست سباب بل هذه
صفات فقط، بأنك لا تعترف بأن تربية الوالد الذي ربى أولاده وسط مجتمع لا يختلف
كثيراً عنك، فعانى من العنصرية، والمشكلات المادية ... إلخ .. إلخ ... إلخ، حتى
أوصل ابنه لمكانة انه يمكن أن يصير قاضياً، حتى تأتي أنت، لتصدمه بقولك،
"عفواً، أنت لا تصلح لتلك الوظيفة بسبب عمل والدك، حظ سعيد في وظيفة
آخرى؟".
احقاً ترى
بأنك بتلك الطريقة تصلح أن تكون وزيراً للعدل، أو حتى قاضياً، إجابتي مادمنا في
دولة ديمقراطية على حد قولكم بالطبع، لا أنت لا تصلح لأيٍ من تلك الوظائف، لا
أستغرب اليوم خوفنا من الذهاب لعملنا خوفاً من أننا قد لا نعود، لا أستغرب كم
الشباب الذين اعتقلوا بغير سبب، في نفس الوقت الذي حصل مبارك على براءة
"دنيوية"، من قضية قتل المتظاهرين، هل تعرف لماذا؟
فقط لإني علمت
"نوع" الأشخاص الذين تختاروهم للعمل كقضاة، وهو بالطبع أشرف من أن يكون
طبقي مثلكم.
ولكني أحب أن
اتكلم بالمنطق أكثر فدعني أستعرض معك بعض الأمثلة البسيطة لأناس ناجحين جداً، وهم
أولاد لأناس بسطاء...
طه
حسين ...
ولد سابع الأولاد
أبيه حسين، وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر، وهو من
لقب لاحقاً بـ "عميد الأدب العربي".
عباس
العقاد ...
اقتصرت دراسته
على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة في محافظة أسوان، حيث ولد
ونشأ هناك، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل الأعيان.
واعتمد العقاد فقط على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة
موسوعية لا تضاهى أبدًا، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضًا؛ حيث
أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للسياح المتوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، مما
مكنه من القراءة والإطلاع على الثقافات البعيدة.
عفواً
فأنت عنصري، ياسيادة وزير العدل.
ندى البرادعي تكتب: عامل النظافة ... أشرف من مهنة سيادتك
Reviewed by Unknown
on
2:11 ص
Rating:
%2B(1).jpg)
ليست هناك تعليقات: