ندى البرادعي تكتب: مين عايز ينتحر تاني؟

حالة من اليأس أنتابت أغلبنا نحن الشباب وإن لم يكن جميعنا، فالأحلام أصبحت سرابً من المستحيل تحقيقها في ظل تلك الظروف والأوضاع الراهنة، فاليوم أصبح هناك الآلآف من المبررات التي تجعل كل منا كارهً لتلك الحياة التي لو كان بيده الأختيار لأنهاها اليوم قبل الغد، حالاً أفضل من بعد دقائق.

ولكن إذا نظرنا للموضوع من بعيد حيث تكون الصورة مكتملة فإننا سوف نجد أن الإنسان يتعلق بقشة حتى لا يموت «وقت الجد»، فحين يكون الإنسان في حادث يدعو الله أن ينجيه حتى يعيش، حين يتعرض للغرق يحاول مستميتاً أن ينجى، وهذا كله ليس حباً في الحياة ولكن خوفاً من أن يكون لا يزال مقصراً في حق الله حتى وإن لم يعترف بذلك.

معظم الذين انتحروا كما يقول البعض «السكينة خدتهم» في بداية المطاف، ولكنهم في النهاية وحين لم يكن لديهم الفرصة للتراجع ندموا أشد الندم على ما فعلوه بمعنى أصح «لا هنول دنيا ولا آخرة يعني»، دوماً لا نفيق إلا في النهاية، فمهما كانت المشاكل إجتماعية أسرية عاطفية، فإن الله سبحانه وتعالى لا يحمل نفساً إلا وسعها، فثق بأنك تتحمل ما يمكنك تحمله لا أكثر من ذلك، لا تكن مثل الذين نوا الأنتحار فقالوا الشهادة معتبرين أنها ستنجيهم من تهاونهم في حق روحهم التي هى من البداية أمانة أستودعها الله عندهم وليست ملكهم.

عيشوا عمروا واجهوا وثابروا فإنكم خلقتم بعقل لتعقلوا وليس لتغفلوا!!