ندى البرادعي تكتب: عزيزي صديقي

عزيزي صديقي،

لا أعرف لك أسم أو ملامح أو حتى صفات أساسية استطيع من خلالها أن أثبت للناس وجودك، واؤكد لهم ان معظم قراراتي هى نابعة من نقاشاتي معك، لكني جلست اليوم مع نفسي لأول مرة بدونك فقط لكي احدد ماهيتك!

أنت صديق ... ضمير أم مرض؟

إذا كنت صديقي الخيالي فأنا قد تعديت مرحلة الطفولة وكبرت على أن يكون لي صديقاً خيالياً، وإن كنت ضميري فلما احاورك وكأنك إنسان ولست فقط الصوت الناصح الذي يصدر من العقل نابعاً من مبادئي التي نشأت عليها من صغري ولكنك لست مجرد صوت.

أم انني مريضة؟ "مجنونة" كما يقول البعض عن المرضى النفسيين وكأن نفسي ليس من حقها أن "تتعب" قليلاً كما يتعب جسدي احيانا، فهل أنا مريضة فصام ولكني لست ضعيفة الإرادة كما هو حال مرضى الفصام، وحياتي الاجتماعية لم تتأثر بوجودك من عدمه وبالتأكيد حين أحب لن يمنع شئ من التعبير عن هذا سوى خوفي.

كل أحتمالت ماهيتك الحقيقية فشلت، ولكنك إن كنت مرضاً فـ أنا لا ابحث عن علاج منك، ولم أكتب هذا الجواب حتى أعلم "ما" انت ... لكني اتسائل لما تختفي وتظهر كما تحب أنت وتأتيني محملاً بجميع إجابات تساؤلاتي وكأنك تقرأ افكاري وتضع يدك على نقاط ضعفي.

عزيزي صديقي ... ضميري ... مرضي ... أفتقدك وأفتقد ارشاداتك، دمت قريباً وقارئً لأفكاري.